أحنُّ إلى أمّي الحنون وحضنها***وطارَت إلى الركن الشديد الروحُ
حرامٌ لذيذُ العيشِ حتى أُلاقِهَا ***تـلذذُ عيشٍ والفـؤادُ جريـحُ
كتمتُ دموعاً في الوداعِ وليتها ***ترى اليومَ عينِيْ جمرةٌ وقروحُ
تظاهرتُ أني قد جَلدْتُ مرائياً *** يا ليتَ دمّي عندها مسفوحُ
حُرِقتُ بنارِ البعدِ أخمدُ نارها *** دمعاً وللهبِ الرهيبِ فحيحُ
نُفيتُ بعيداً ليسَ يؤنس وحدتي *** وحـش ولا بُـهُـمٌ تصـيحُ
غرقتُ ببحرِ الشوقِ ما من شاطئٍ *** حولي وموجٌ كالجبال نطوحُ
دارتْ بي الأيامُ دورةَ ثاملٍ *** أُبعدتُ عن داري ولستُ شحيحُ
هي الهمومُ تهاوت كنتُ قصعتها *** فصرتُ لها غبوقٌ وصبوحُ
لا تحسبي الأصقاعَ تَـقْطَعُ شَملَنا ***إن فرَّقَـتنا لم نزل روحُ
ألقوا علي قميصها حتى أرى *** ثم اقذفوني في الغياهب روحوا