هدم البيوت والممتلكات في قطاع غزة: حدود رفح - مصر
إن حجم هدم البيوت وإتلاف المساحات الزراعية كبير للغاية وبصورة خاصة على امتداد الحدود ما بين غزة ومصر. والحديث يدور عن شريط يمتد على حوالي 16.5 كيلومتر، نُصِبَت فيه العديد من المواقع العسكرية. قسم من هذا الشريط يلامس بيوت مخيم اللاجئين رفح والمكتظ بمستوى كثافة عالية جداً. ويتم تطبيق سياسة هدم البيوت في مخيم اللاجئين بمنهجية وتواصل منذ بداية الإنتفاضة. وفي هذا الإطار بادر الجيش الإسرائيلي الى عدد من العمليات الخاصة والتي تم خلالها هدم عدد كبير من البيوت خلال وقت قصير.
هكذا مثلاً، في 10.1.02، هدمت قوات الجيش الإسرائيلي 60 بيتاً في مخيم اللاجئين رفح، بمحاذاة الحدود مع مصر. كما تم هدم أربعة بيوت بصورة جزئية. وبقي أكثر من 600 فلسطيني بلا سقف يأويهم.
وقد تم نشر صور السكان والبيوت المهدمة في اسرائيل وأنحاء العالم، وعلى مدار عدة أيام كان الموضوع مدار النقاش على مستوى الرأي العام.
إن النقاط الأساسية التي دار حولها النقاش العام هي عدد البيوت التي هدمها الجيش الإسرائيلي، وهل مكث السكان داخل البيوت أثناء عملية الهدم: وقد أصرَّ الجيش الإسرائيلي على روايته بأن عدد البيوت التي تمَّ هدمها هو 22 بيتاً، وأن البيوت كانت متروكة منذ أشهر كثيرة. ويدعي أصحاب البيوت، منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية أن عدد البيوت التي تم هدمها أكبر بكثير، وأن قسماً من السكان مكثوا في البيوت عندما بدأ الجيش الإسرائيلي عملية الهدم. أما السؤال المتعلق بمشروعية عملية الهدم فلم يتم طرحه تقريباً.
بتاريخ 14.5.04، بادر الجيش الإسرائيلي الى حملة هدم واسعة النطاق في مخيم اللاجئين رفح. وطبقاً لإدعاءات اسرائيل، فقد كانت الحملة تهدف الى منع تهريب الوسائل القتالية عن طريق الأنفاق والتي تم حفرها تحت البيوت، ومن أجل هذه الغاية فقط. ومع هذا فإن حقيقة الشروع في العملية مباشرة بعد قتل ثمانية جنود بأيدي الفلسطينيين في رفح، تثير الشك في أن الدافع وراء هذه العملية، جزئياً على الأقل، هو الإنتقام لموتهم. وقد تم خلال أول يومين من العملية هدم 116 وحدة سكنية، وترك 198 عائلة بلا مأوى.
وطبقاً لتقديرات بتسيلم، والمعتمدة على العمل الميداني وكذلك على المعطيات التي نشرتها الأمم المتحدة والمنظمات الفلسطينية، فقد هدم الجيش الإسرائيلي منذ بداية انتفاضة الأقصى 18000 بيت.